الأدب ضرورة

نحن الآن والانسان في كل آن في حاجة الى التكوين الانساني ، أو بتعبير أقرب الى التعبيرات الاقتصادية :في حاجة الى التنمية البشرية ،أى أن يكون المواطن ذا ضمير حي ووعي كامل بما يجب عليه للأفراد الذين يعاملهم ،والمجتمع الذي يعيش فيه،بل اننا نرى التنمية البشرية -بمعنى تحسين الأفراد كيفا لاكما - هي أساس التنمية الاقتصادية وأية تنمية أخرى 0
واذا كنا نتطلب في الآلة أن تكون قوية سليمة لكي تنتج كما نريد منها فما أحرى أن يكون الانسان كذلك : الانسان الذي يصنع الآلة ويصلحها ويقوم على ادارتها وتشغيلها - لابد أن يكون قويم الخلق سليم النفس الى جانب سلامة البدن ،واذا كان كذلك فانه ينتج ويعمل على مستوى خلقي يرفع شأنه وينفع الناس 0
ونرى ان الأدب أهم شىء في تكوين المواطن المنشود ،سواء في هذه الآونة وفي كل آونة ، المواطن الذي يتكون منه المجتمع والذي يرقيه وتقدمه يرقي المجتمع ويتقدم 0
والأدب في الأصل اللغوي هو الأدب الداعي الى القيم والفضائل من روائع الكلام نثرا وشعرا مما تنتجه القرائح ، وصار الأديب هو المقتدر على أن يأتي بذلك الكلام 0
قال الشاعر :
اذا شئت أن تدعى كريما مكرما أديبا طريفا عاقلا ماجداا حرا
اذا ما أتت من صاحب لك زلة فكن أنت محتالا لزلته عذرا
والأدب لابد أن يقوم على قواعد الخلق الكريم والذوق االسليم ، والأديب المتمكن يعرف كيف يبث ما يريد في تصور طبيعي جميل ينبع جماله من صدقه ومن احداث الأثر الطيب في النفوس0